الجمعة، 4 فبراير 2011

حكاية ... شعب



سأبدأ حكايتي اليوم ... بقصة قرأتها منذ فترة فهرعت الى الشبكة العنكبوتية لأجدها ... فاليكم احداثها
ارسل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه... رسله لتقصي احوال المسلمين في ولايات الاسلام .. ومنهم من ذهب الى حمص .. فشكى اهلها واليهم (سعيد بن عامر الجمحي رضي الله عنه)
فقال سيدنا عمر فجمعت بينه وبينهم ، ودعوت الله ألايخيب ظني فيه ؛ فقد كنت عظيم الثقة به . فلما أصبحوا عندي هم وأميرهم ، قلت : ما تشكون من أميركم ؟

قالوا : لا يخرج إلينا حتى يتعالى النهار

فقلت : وما تقول في ذلك يا سعيد ؟

فسكت قليلا ، ثم قال : والله إني كنت أكره أن أقول ذلك أما وإنه لابد منه ، فإنه ليس لأهلي خادم ، فأقوم في كل صباح فأعجن لهم عجينهم ، ثم أتريث قليلا حتى يختمر ، ثم أخبزه لهم ، ثم أتوضأ وأخرج للناس .

قال عمر : فقلت لهم : وما تشكون منه أيضا ؟

قالوا : إنه لايجيب أحد بليل .

قلت : وما تقول في ذلك يا سعيد ؟

قال : إني والله كنت أكره أن أعلن هذا أيضا فأنا جعلت النهار لهم والليل لله عز وجل .

قلت : وما تشكون منه أيضا .

قالوا : إنه لا يخرج إلينا يوما في الشهر

قلت : وما هذا يا سعيد ؟

قال : ليس لي خادم يا أمير المؤمنين ، وليس عندي ثياب غير التي علي ، فأنا أغسلها في الشهر مرة وأنتظرها حتى تجف ، ثم أخرج إليهم في آخر النهار .

ثم قلت : وما تشكون منه أيضا.

قالوا : تصيبه من حين إلى آخر غشية فيغيب عمن في مجلسه

فقلت : وما هذا يا سعيد ؟!

فقال : شهدت مصرع خبيب بن عدي وأنا مشرك ، ورأيت قريشا تقطع جسده وهي تقول : أتحب أن يكون محمد مكانك ؟ فيقول : والله ما أحب ان أكون آمنا في أهلي وولدي ، وأن محمد تشوكه شوكة... وإني والله ما ذكرت ذلك اليوم وكيف أني تركت نصرته إلا ظننت أن الله لا يغفر لي ... وأصابتني تلك الغشية .

عند ذلك قال عمر : الحمد لله الذي لم يخيب ظني به . ثم بعث له بألف دينار ليستعين بها على حاجته . فلما رأتها زوجته قالت له : الحمد لله الذي أغنانا عن خدمتك ، اشتر لنا مؤنة واستأجر لنا خادما فقال لها : وهل لك فيما هو خير من ذلك ؟ قالت : وما ذاك ؟! قال : ندفعها إلى من يأتينا بها ، ونحن أحوج ما نكون إليها .


الشاهد .. فانا هنا لا ايد التحدث عن ورع وزهد هذا الامير الفذ .. ولكن
ارد على مقالة البعض انه لا يجوز الخروج على الحاكم او المطالبه باستقالته او عزله ... سبحان الله اليس من واجب من هم كانوا اكثر فهما للدين ان يقولوا انه لا يجوز ان يشتكي الناس اميرهم؟!

طبعا هنا تفتح ابواب اسئلة كثيرة .. الا وهي : من يمكن له ان يشتكي؟ ولمن ؟ وكيف ؟


شكرا ... لمصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق